تاريخ غوانزو الغني بالألوان
لقاء المعابد القديمة وناطحات السحاب العصرية في هذه المدينة الصينية التاريخية
لقاء المعابد القديمة وناطحات السحاب العصرية في هذه المدينة الصينية التاريخية
لقاء المعابد القديمة وناطحات السحاب العصرية في هذه المدينة الصينية التاريخية
قليلةٌ هي المدن القادرة على التباهي بتاريخٍ بهيٍّ كبهاء تاريخ غوانزو. كانت المدينة، التي عُرِفَت سابقًا باسم بانيو، قلبَ إمبراطورية هان النابضة. في وقتٍ لاحق، أصبحت الميناء الرئيسي للتجار الأوروبيين في القرن السادس عشر. وقد تغنّى الشعراء الرحالة بروائع غوانزو على مدى قرون. فلن تتوانى غوانزو عن إلهامك بفضل مباني الباغودا القديمة، وناطحات السحاب العصرية، والأحياء التاريخية التي تعجّ بروايات ماضي المدينة النابض في حقيقة الأمر، إنها لم تكفّ عن إلهام الآلاف على مدى قرون.
يرجع تاريخ مُجمّع المعبد إلى عام 537 ميلادي، وقد بُنيَت مجموعته الخلابة من المزارات والردهات والتماثيل والحدائق في فترات مختلفة من تاريخ منطقة جنوب الصين. جبْ آفاقَ دروب المعبد لتكتشف تدريجيًا أسطحه المحفورة ببراعة بين قمم الأشجار التي تلقي الضوء على الغطاء النباتي عبر لمسات من الأحمر الزاهي والأصفر الذهبي.
تنتصب باغودا هوا تا (الأزهار)، درّةُ المعبد المركزية شامخةً وزاهيةً بفضل ألوانها البيضاء والخضراء والقرمزية. في عام 1097، بُنيَ هذا المبنى الإسطوانيّ الشكل الذي ينتصب على ارتفاع 56 مترًا وهو عادةً ما يُشبَّه بسداةِ زهرةٍ ساحرة. يزيّن داخل الباغودا العديد من تماثيل بوذا الجالسة في تأمّل، بما في ذلك عمود الألف بوذا النحاسي، الذي سُكِبَ في عهد امبراطورية يوان التي أسسها قوبلاي خان. ويمتاز الطابق العلوي من الباغودا بإطلالات مُلهِمة على كلٍ من المعبد وقلب غوانزو التاريخي.
تحتلّ كاتدرائية القلب الأقدس المبنية بأسلوب فن النهضة الغوطية المعماري، مكانةً مميزة في قلب المدينة القديمة. اكتمل بناؤها في عام 1888، وقد بُنيَ معظمها على يد حرفيين صينيين لم يروْ أيّ كاتدرائية أوروبية بأمّ أعينهم. عادةً ما يُشار إليها باسم بيت الحجر أو "شيشي"، كونها مصنوعة بالكامل من الغرانيت. تضيء النوافذ الزجاجية الملوّنة سقفها المُقبَّب من الداخل بعرضٍ من الألوان. تبلغ قُبّة الكاتدرائية 57 مترًا، فتضيف برجًا إلى الأبراج التي تثقب سماء غوانزو، بما في ذلك باغودا هوا تا، ومئذنة مسجد هوايشينغ. تُقام القداديس في الكاتدرائية بكلٍ من اللغة المندرينية، والكانتونية، والكورية، والإنجليزية.
يُشكّل هذا المعبد جزءًا مهمًا من تاريخ غوانزو، وهو واحدٌ من أقدم المعابد وأكثرها تأثيرًا في الصين. وقد كان في الأصل منزلاً خصوصيًا في عهد امبراطورية هان، ثمّ خُصّصَ لنُسّاك مذهب زِن البوذيين في عهد سلالة سونغ (960-1279)، وقد أقام فيه العديد من النُسّاك المعروفون.
حتى اليوم، ما زال البوذيون من مذهب زِن يحجّون إليه، اعترافًا بدور المعبد المحوري في تعليم مذهب زِن البوذي. يأوي مُجمّع المعبد العديد من الردهات، بدايةً من سلالة جين الشرقية (317-420) وصولاً إلى سلالة مينغ (1368-1644)، مزخرفة بنقوشٍ رائعة، تزيد ذخائر مذهب زِن البوذي من بهائها. ويبرز منها برجا الشرق والغرب الحديديان اللذان يُعدّان الأقدم في الصين.
كانت جزيرة شايمان مركزًا تجاريًا مهمًا في غوانزو منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حين كانت موطنًا للتجار البريطانيين والفرنسيين. النتيجة مزيجٌ غريبٌ من الهندسة الاستعمارية والمحلية، وشوارع مرصوفة هادئة تحدّ جانبيها أشجار بانيان والمباني الباروكية. تنتشر الأسواق التقليدية في هذه الشوارع التاريخية، تذكيرًا بتاريخ الجزيرة الغني. لا تفوت الأقمشة المُطرَّزة التقليدية الجميلة. من الأماكن البارزة الأخرى حديقة شاميان التي تمتاز بإطلالاتها البانورامية على غوانزو وكاتدرائية سيدة لورد الفرنسية الكاثوليكية.
أقم في فندق جميرا ليفينغ غوانزو الأنيق وتعرّف على تاريخ غوانزو العريق.